کد مطلب:90697 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:124
أَیُّهَا الدِّهْقَانُ الْمُنْبِئُ بِالأَخْبَارِ، وَ الْمُحَذِّرُ مِنَ الأَقْدَارِ، أَنْتَ الَّذی تُسَیِّرُ الْجَارِیَاتِ، وَ تَقْضی عَلَیَّ بِالْحَادِثَاتِ، وَ تَنْقُلُهَا مَعَ الدَّقَائِقِ وَ السَّاعَاتِ؟. أَ عَالِمٌ أَنْتَ بِمَا نَزَلَ الْبَارِحَةَ فی آخِرِ الْمیزَانِ، وَ بِأَیُّ نَجْمٍ اخْتَلَفَ بُرْجُ السَّرَطَانِ؟. فَأَخْبِرْنی عَنْ طُولِ الأَسَدِ وَ تَبَاعُدِهِ مِنَ الْمَطَالِعِ وَ الْمَرَاجِعِ، وَ مَا الزُّهْرَةُ مِنَ التَّوَابِعِ وَ الْجَوَامِعِ؟. فَمَا بَیْنَ السَّوَاری إِلَی الزَّرَاری؟. وَ مَا بَیْنَ السَّاعَاتِ إِلَی الْمُعْجِزَاتِ؟. وَ كَمْ قَدْرُ شُعَاعِ الْمُبْدِرَاتِ؟. وَ كَمْ یَحْصُلُ الْفَجْرُ فِی الْغَدَوَاتِ؟. ثم قال علیه السلام: فَهَلْ عَلِمْتَ، یَا دِهْقَانُ، أَنَّ الْمُلْكَ انْتَقَلَ الْبَارِحَةَ مِنْ بَیْتٍ إِلی بَیْتٍ بِالصّینِ، وَ انْقَلَبَ بُرْجُ مَاجینَ، وَ احْتَرَقَ دُورٌ بِالزِّنْجِ، وَ طَفَحَ جُبُّ سَرَانْدیبَ، وَ تَهَدَّمَ حِصْنُ الأَنْدَلُسِ، وَ هَاجَ نَمْلُ الشّیحِ فی وَادِ النَّمْلِ، [صفحه 675] وَ انْهَزَمَ مُرَاقُ الْهِنْدِیِّ، وَ فُقِدَ دَیَّانُ الْیَهُودِ بِبَابِلَةَ، وَ هُزِمَ بَطْریكُ الرُّومِ بِرُومِیَةَ، وَ عَمِیَ رَاهِبُ عَمُورِیَةَ، وَ هَلَكَ مَلِكُ إِفْریقِیَةَ، وَ سَقَطَتْ شُرْفَاتُ الذَّهَبِ مِنْ قِسْطَنْطینِیَّةَ الْكُبْری؟. أَفَعَالِمٌ أَنْتَ بِهذِهِ الْحَوَادِثِ، وَ مَا الَّذی أَحْدَثَهَا شَرْقِیُّهَا أَوْ غَرْبِیُّهَا مِنَ الْفَلَكِ. وَ بِأَیِّ كَوْكَبٍ تَقْضی فی أَعْلَی الْقُطْبِ، وَ بِأَیِّهَا تُنَحِّسُ مَنْ تُنَحِّسُ؟. فَهَلْ عَلِمْتَ أَنَّهُ سَعِدَ الْیَوْمَ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ عَالَماً، فی كُلِّ عَالَمٍ سَبْعُونَ عَالَماً، مِنْهُمْ فِی الْبَرِّ، وَ مِنْهُمْ فِی الْبَحْرِ، وَ بَعْضٌ فِی الْجِبَالِ، وَ بَعْضٌ فِی الْغِیَاضِ، وَ بَعْضٌ فِی الْعُمْرَانِ، وَ مَا الَّذی أَسْعَدَهُمْ؟. ثم قال علیه السلام: یَا دِهْقَانُ، أَظُنُّكَ حَكَمْتَ عَلَیَ اقْتِرَانِ المُشْتَرِی وَ زُحَلَ، لَمَّا اسْتَتَارَ لَكَ فِی الْغَسَقِ، وَ ظَهَرَ تَلأْلُؤُ شُعَاعِ الْمِرّیخِ وَ تَشْریقِهِ فِی السَّحَرِ، وَ قَدْ سَارَ فَاتَّصَلَ جِرْمُهُ بِجِرْمِ تَرْبیعِ الْقَمَرِ. وَ ذَلِكَ دَلیلٌ عَلَی اسْتِحْقَاقِ أَلْفِ أَلْفٍ مِنَ الْبَشَرِ، كُلُّهُمْ یُولَدُونَ الْیَوْمَ وَ اللَّیْلَةَ، وَ یَمُوتُ مِثْلُهُمْ. ثم قال علیه السلام: إِذَا كَانَ طُرُقَ السَّمَاءِ لاَ تَعْلَمُهَا فَإِنّی أَسْأَلُكَ عَنْ قَریبٍ. أَتَدْری مَا فی بَطْنِ فرسی هذِهِ، أَذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَی؟. قال: إِن حسبت علمت. فقال علیه السلام: إِنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَا كَانَ یَدَّعی عِلْمَ مَا ادَّعَیْتَ عِلْمَهُ[1]. [ ثم قال علیه السلام: ] أَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تَهْدی إِلَی السَّاعَةِ الَّتی مَنْ سَارَ فیهَا صُرِفَ عَنْهُ السُّوءُ، وَ تُخَوِّفُ مِنَ السَّاعَةِ الَّتی مَنْ سَارَ فیهَا حَاقَ بِهِ الضُّرُّ؟. فَمَنْ صَدَّقَكَ[2] بِهذَا فَقَدْ كَذَّبَ الْقُرْآنَ، وَ اسْتَغْنی عَنِ الاِسْتِعَانَةِ[3] بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[4] فی [صفحه 676] نَیْلِ الْمَحْبُوبِ وَ دَفْعِ[5] الْمَكْرُوهِ. وَ تَبْتَغی[6] فی قَوْلِكَ لِلْعَامِلِ بِأَمْرِكَ أَنْ یُولِیَكَ الْحَمْدَ دُونَ رَبِّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ[7]، لأَنَّكَ، بِزَعْمِكَ أَنْتَ، هَدَیْتَهُ إِلَی السَّاعَةِ الَّتی نَالَ فیهَا النَّفْعَ، وَ صَرَفْتَهُ عَنِ السَّاعَةِ الَّتی یَحیقُ السُّوءُ بِمَنْ سَارَ فیهَا[8] وَ أَمِنَ الضُّرَّ. فَمَنْ آمَنَ بِكَ فی هذَا لَمْ آمَنْ عَلَیْهِ أَنْ یَكُونَ كَمَنِ اتَّخَذَ مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدّاً. اَللَّهُمَّ لاَ خَیْرَ إِلاَّ خَیْرُكَ[9]، وَ لاَ ضُرَّ إلاَّ ضُرُّكَ، وَ لاَ إِلهَ غَیْرُكَ. أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ بَلَغَنی أَنَّكَ بَعْدَهَا تَنْظُرُ فِی النُّجُومِ وَ تَعْمَلُ بِهَا لأَجْلِدَنَّكَ حَدَّ الْمُفْتَری، وَ لأُخَلِّدَنَّكَ فِی السِّجْنِ أَبَداً مَّا بَقیتُ وَ بَقیتَ، وَ لأُحْرِمَنَّكَ الْعَطَاءَ مَا كَانَ لی مِنْ سُلْطَانٍ[10]. ثم أقبل علیه السلام علی الناس فقال: أَیُّهَا النَّاسُ، إِیَّاكُمْ وَ تَعَلُّمَ النُّجُومِ إِلاَّ مَا یُهْتَدی بِهِ فی ظُلُمَاتِ[11] بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ، فَإِنَّهَا تَدْعُو إِلَی الْكَهَانَةِ، وَ الْمُنَجِّمُ كَالْكَاهِنِ، وَ الْكَاهِنُ كَالسَّاحِرِ، وَ السَّاحِرُ كَالْكَافِرِ، وَ الْكَافِرُ فِی النَّارِ. أَمَا إنَّهُ مَا كَانَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مُنَجِّمٌ وَ لاَ لَنَا مِنْ بَعْدِهِ حَتَّی فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْنَا بِلاَدَ كِسْری وَ قَیْصَرَ وَ سَائِرَ الْبُلْدَانِ. أَیُّهَا النَّاسُ، تَوَكَّلُوا عَلَی اللَّهِ وَثِقُوا بِهِ، فَإِنَّهُ یَكْفِی مِمَّنْ سِوَاهُ. ثم قال له علیه السلام: نُكَذِّبُكَ وَ نُخَالِفُكَ وَ نَسیرُ فِی السَّاعَةِ الَّتی نَهَیْتَنَا عَنْهَا[12]. سیرُوا عَلَی اسْمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی وَ عَوْنِهِ. [صفحه 677]
و قد قال له أحد أصحابه: یا أمیر المؤمنین لا تسِر فی هذه الساعة، فإنك إن سرت فی هذا الوقت خشیت أن لا تظفر بمرادك فی علم النجوم. فقال علیه السلام له:
صفحه 675، 676، 677.
باختلاف بین المصادر.