کد مطلب:90697 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:124

کلام له علیه السلام (147)-لمّا أراد المسیر إِلی النهروان















و قد قال له أحد أصحابه: یا أمیر المؤمنین لا تسِر فی هذه الساعة، فإنك إن سرت فی هذا الوقت خشیت أن لا تظفر بمرادك فی علم النجوم. فقال علیه السلام له:

أَیُّهَا الدِّهْقَانُ الْمُنْبِئُ بِالأَخْبَارِ، وَ الْمُحَذِّرُ مِنَ الأَقْدَارِ، أَنْتَ الَّذی تُسَیِّرُ الْجَارِیَاتِ، وَ تَقْضی عَلَیَّ بِالْحَادِثَاتِ، وَ تَنْقُلُهَا مَعَ الدَّقَائِقِ وَ السَّاعَاتِ؟.

أَ عَالِمٌ أَنْتَ بِمَا نَزَلَ الْبَارِحَةَ فی آخِرِ الْمیزَانِ، وَ بِأَیُّ نَجْمٍ اخْتَلَفَ بُرْجُ السَّرَطَانِ؟.

فَأَخْبِرْنی عَنْ طُولِ الأَسَدِ وَ تَبَاعُدِهِ مِنَ الْمَطَالِعِ وَ الْمَرَاجِعِ، وَ مَا الزُّهْرَةُ مِنَ التَّوَابِعِ وَ الْجَوَامِعِ؟.

فَمَا بَیْنَ السَّوَاری إِلَی الزَّرَاری؟.

وَ مَا بَیْنَ السَّاعَاتِ إِلَی الْمُعْجِزَاتِ؟.

وَ كَمْ قَدْرُ شُعَاعِ الْمُبْدِرَاتِ؟.

وَ كَمْ یَحْصُلُ الْفَجْرُ فِی الْغَدَوَاتِ؟.

ثم قال علیه السلام:

فَهَلْ عَلِمْتَ، یَا دِهْقَانُ، أَنَّ الْمُلْكَ انْتَقَلَ الْبَارِحَةَ مِنْ بَیْتٍ إِلی بَیْتٍ بِالصّینِ، وَ انْقَلَبَ بُرْجُ مَاجینَ،

وَ احْتَرَقَ دُورٌ بِالزِّنْجِ، وَ طَفَحَ جُبُّ سَرَانْدیبَ، وَ تَهَدَّمَ حِصْنُ الأَنْدَلُسِ، وَ هَاجَ نَمْلُ الشّیحِ فی وَادِ النَّمْلِ،

[صفحه 675]

وَ انْهَزَمَ مُرَاقُ الْهِنْدِیِّ، وَ فُقِدَ دَیَّانُ الْیَهُودِ بِبَابِلَةَ، وَ هُزِمَ بَطْریكُ الرُّومِ بِرُومِیَةَ، وَ عَمِیَ رَاهِبُ عَمُورِیَةَ،

وَ هَلَكَ مَلِكُ إِفْریقِیَةَ، وَ سَقَطَتْ شُرْفَاتُ الذَّهَبِ مِنْ قِسْطَنْطینِیَّةَ الْكُبْری؟.

أَفَعَالِمٌ أَنْتَ بِهذِهِ الْحَوَادِثِ، وَ مَا الَّذی أَحْدَثَهَا شَرْقِیُّهَا أَوْ غَرْبِیُّهَا مِنَ الْفَلَكِ.

وَ بِأَیِّ كَوْكَبٍ تَقْضی فی أَعْلَی الْقُطْبِ، وَ بِأَیِّهَا تُنَحِّسُ مَنْ تُنَحِّسُ؟.

فَهَلْ عَلِمْتَ أَنَّهُ سَعِدَ الْیَوْمَ اثْنَانِ وَ سَبْعُونَ عَالَماً، فی كُلِّ عَالَمٍ سَبْعُونَ عَالَماً، مِنْهُمْ فِی الْبَرِّ،

وَ مِنْهُمْ فِی الْبَحْرِ، وَ بَعْضٌ فِی الْجِبَالِ، وَ بَعْضٌ فِی الْغِیَاضِ، وَ بَعْضٌ فِی الْعُمْرَانِ، وَ مَا الَّذی أَسْعَدَهُمْ؟.

ثم قال علیه السلام:

یَا دِهْقَانُ، أَظُنُّكَ حَكَمْتَ عَلَیَ اقْتِرَانِ المُشْتَرِی وَ زُحَلَ، لَمَّا اسْتَتَارَ لَكَ فِی الْغَسَقِ، وَ ظَهَرَ تَلأْلُؤُ شُعَاعِ الْمِرّیخِ وَ تَشْریقِهِ فِی السَّحَرِ، وَ قَدْ سَارَ فَاتَّصَلَ جِرْمُهُ بِجِرْمِ تَرْبیعِ الْقَمَرِ.

وَ ذَلِكَ دَلیلٌ عَلَی اسْتِحْقَاقِ أَلْفِ أَلْفٍ مِنَ الْبَشَرِ، كُلُّهُمْ یُولَدُونَ الْیَوْمَ وَ اللَّیْلَةَ، وَ یَمُوتُ مِثْلُهُمْ.

ثم قال علیه السلام:

إِذَا كَانَ طُرُقَ السَّمَاءِ لاَ تَعْلَمُهَا فَإِنّی أَسْأَلُكَ عَنْ قَریبٍ.

أَتَدْری مَا فی بَطْنِ فرسی هذِهِ، أَذَكَرٌ هُوَ أَمْ أُنْثَی؟.

قال: إِن حسبت علمت.

فقال علیه السلام:

إِنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَا كَانَ یَدَّعی عِلْمَ مَا ادَّعَیْتَ عِلْمَهُ[1].

[ ثم قال علیه السلام: ] أَ تَزْعُمُ أَنَّكَ تَهْدی إِلَی السَّاعَةِ الَّتی مَنْ سَارَ فیهَا صُرِفَ عَنْهُ السُّوءُ، وَ تُخَوِّفُ مِنَ السَّاعَةِ الَّتی مَنْ سَارَ فیهَا حَاقَ بِهِ الضُّرُّ؟.

فَمَنْ صَدَّقَكَ[2] بِهذَا فَقَدْ كَذَّبَ الْقُرْآنَ، وَ اسْتَغْنی عَنِ الاِسْتِعَانَةِ[3] بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ[4] فی

[صفحه 676]

نَیْلِ الْمَحْبُوبِ وَ دَفْعِ[5] الْمَكْرُوهِ.

وَ تَبْتَغی[6] فی قَوْلِكَ لِلْعَامِلِ بِأَمْرِكَ أَنْ یُولِیَكَ الْحَمْدَ دُونَ رَبِّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ[7]، لأَنَّكَ، بِزَعْمِكَ أَنْتَ، هَدَیْتَهُ إِلَی السَّاعَةِ الَّتی نَالَ فیهَا النَّفْعَ، وَ صَرَفْتَهُ عَنِ السَّاعَةِ الَّتی یَحیقُ السُّوءُ بِمَنْ سَارَ فیهَا[8] وَ أَمِنَ الضُّرَّ.

فَمَنْ آمَنَ بِكَ فی هذَا لَمْ آمَنْ عَلَیْهِ أَنْ یَكُونَ كَمَنِ اتَّخَذَ مِنْ دُونِ اللَّهِ نِدّاً.

اَللَّهُمَّ لاَ خَیْرَ إِلاَّ خَیْرُكَ[9]، وَ لاَ ضُرَّ إلاَّ ضُرُّكَ، وَ لاَ إِلهَ غَیْرُكَ.

أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ بَلَغَنی أَنَّكَ بَعْدَهَا تَنْظُرُ فِی النُّجُومِ وَ تَعْمَلُ بِهَا لأَجْلِدَنَّكَ حَدَّ الْمُفْتَری، وَ لأُخَلِّدَنَّكَ فِی السِّجْنِ أَبَداً مَّا بَقیتُ وَ بَقیتَ، وَ لأُحْرِمَنَّكَ الْعَطَاءَ مَا كَانَ لی مِنْ سُلْطَانٍ[10].

ثم أقبل علیه السلام علی الناس فقال:

أَیُّهَا النَّاسُ، إِیَّاكُمْ وَ تَعَلُّمَ النُّجُومِ إِلاَّ مَا یُهْتَدی بِهِ فی ظُلُمَاتِ[11] بَرٍّ أَوْ بَحْرٍ، فَإِنَّهَا تَدْعُو إِلَی الْكَهَانَةِ، وَ الْمُنَجِّمُ كَالْكَاهِنِ، وَ الْكَاهِنُ كَالسَّاحِرِ، وَ السَّاحِرُ كَالْكَافِرِ، وَ الْكَافِرُ فِی النَّارِ.

أَمَا إنَّهُ مَا كَانَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ مُنَجِّمٌ وَ لاَ لَنَا مِنْ بَعْدِهِ حَتَّی فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْنَا بِلاَدَ كِسْری وَ قَیْصَرَ وَ سَائِرَ الْبُلْدَانِ.

أَیُّهَا النَّاسُ، تَوَكَّلُوا عَلَی اللَّهِ وَثِقُوا بِهِ، فَإِنَّهُ یَكْفِی مِمَّنْ سِوَاهُ.

ثم قال له علیه السلام:

نُكَذِّبُكَ وَ نُخَالِفُكَ وَ نَسیرُ فِی السَّاعَةِ الَّتی نَهَیْتَنَا عَنْهَا[12].

سیرُوا عَلَی اسْمِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالی وَ عَوْنِهِ.

[صفحه 677]


صفحه 675، 676، 677.








    1. ورد فی أنساب الأشراف ج 2 ص 368. و شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 270. و مناقب آل أبی طالب ج 2 ص 61. و كنز العمال ج 10 ص 278. و البحار ج 41 ص 336. و ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 554. و الاحتجاج ج 1 ص 239. و منهاج البراعة ج 5 ص 265 و 266. باختلاف بین المصادر.
    2. صدّق. ورد فی نسخة عبده ص 181.
    3. الإعانة. ورد فی المصدر السابق.
    4. تعالی. ورد فی نسخة نصیری ص 26.
    5. صرف. ورد فی شرح ابن أبی الحدید ج 2 ص 270. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 554. و منهاج البراعة ج 5 ص 165.
    6. ینبغی. ورد فی نسخة العام 400 ص 68. و نسخة ابن المؤدب ص 48. و هامش نسخة نصیری ص 26. و نسخة الآملی ص 47. و نسخة ابن أبی المحاسن ص 70. و نسخة الأسترابادی ص 72.
    7. ورد فی شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید ج 2 ص 270. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 553.
    8. ورد فی المصدرین السابقین.
    9. لا طیر إلاّ طیرك. ورد فی المصدرین السابقین. و تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزی ص 145.
    10. ورد فی المصدرین السابقین. و أنساب الأشراف ج 2 ص 369. و تذكرة الخواص ص 145. و كنز العمال ج 10 ص 115.

      باختلاف بین المصادر.

    11. ورد فی المصادر السابقة.
    12. ورد فی المصادر السابقة.